أصل الأسرة وتاريخها
مشاهير وأعلام الأسرة
مخطوطات و مستندات
الخط الزمني لآل الأتاسي
كتب و مراجع ذكرت آل الأتاسي
مساجد ارتبطت بآل الأتاسي
مسجد آل الأتاسي الجديد
أشعار
مجلس الأسرة الأتاسية
مكتبة الصور
شجرة العائلة
مواقع ذكرت آل الأتاسي
أخبار العائلة
منتدى آل الأتاسي
مدينة حمص
مواقع جديرة بالزيارة
مسؤولوا الموقع

العالم العلامة السيد العارف بالله علي الكبير العطاسي الأطاسي الأتاسي

جد آل الأتاسي: صاحب كرامة الستر الشهيرة

توفي عام 914 الهجري (1508م)

جدنا الأعلى، جد الأتاسية قاطبة، السيد الشيخ العلامة العارف علي أفندي الأتاسي، عالم حمص وفقيهها، ولي من أولياء الله الصالحين ومن أصحاب الكرامات المعروفة، والأغلب أنه كان أول من انتقل إلى بلاد الشام من آل الأتاسي، ولعل ابنه الشيخ خليل الأتاسي، وحفيده الشيخ أحمد الأول، قد رافقاه في هجرته، أو لعل أحدهما، أو كليهما قد ولد في حمص.  فإن كانت مدينة حمص محطة العلاء الأتاسي الأخيرة، فإنه بذلك يكون أول من نزلها من آل الأتاسي، وأصبحت موطن ذريته من بعده إلى يومنا هذا. 

كان علي العطاسي ولا نعرف الجهة التي أتى منها على التحديد ولكن يبدو أنه أتى من تركية، وكان قلها في الغالب في بلاد العرب. وبسبب قدومه من تركية لقب حفيده أحمد الاطاسي أول مفتي في حمص بالتركماني، وبها عرفه المؤرخون الذين لم يكونوا على دراية بأصله وسبب كنيته الأتاسية أو الأطاسية (وقد ذكرنا أصلهما) لحداثة عهدهم به وبأولاده. ولم يلقب أحد بالتركماني من آل الاتاسي سوى السيد احمد، وقد اختفى هذا الوصف تماما في الأجيال التي تلته. ونعلم أن الأتاسي كان حياً في القرن العاشر الهجري المقابل للقرن السادس عشر الميلادي.  وهو المعروف عند آل الأتاسي بعلي "الكبير" أو "الأكبر" أو "الأول" عند بني الأتاسي تمييزاً له عن ابن حفيد حفيده، الشيخ المفتي علي "الأصغر" أو "الثاني" ابن حسن الأتاسي، فالأول جد آل الأتاسي أجمعين، أما الثاني فهو جد بعض بطونهم، لا كلها، كما ذكر في الفصل الأول، وسنأتي على ذكر ذلك تارة أخرى في ترجمة الحفيد.

كان الشيخ العلامة علي الأتاسي عالماً صالحاً ورعاً زاهداً عارفاً بالله تعالى ومن أوليائه.  وعلي الأتاسي هو صاحب الكرامة المعروفة، والتي ذكرها أكثر من مؤرخ في ترجمة حفيده أحمد الأول، ومن هؤلاء المحبي في "خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر"[1] والغزي في "لطف السمر وقطف الثمر في أعيان الطبقة الأولى من المائة الحادية عشر"[2].  أما رضي الدين الحلبي الحنبلي، فقد كان أول المؤرخين ذكراً لتلك الكرامة في ترجمته لأحمد الأتاسي فقال:

"وجده (أي جد أحمد الأول) علي العارف بالله تعالى، الذي أخبرني عنه الشيخ الفاضل الصوفي محمود صهر سيدي علوان الحموي أنه قد ظهرت له كرامة الأولياء بعد موته، لأنه لما وضع بين يدي الغاسل، انسحبت الخرقة الساترة للعورة شيئاً من الإنسحاب فمد يده وسحبها، بحيث ستر ما كان انكشف منه، رحمه الله تعالى."[3]

أما كرامة العطس في رحم الأم، وحمدُ اللهِ بعدها، فقد حصلت لأحد آبائه الحضارمة من آل العطاس، ألا وهو عقيل بن سالم العطاس، جد آل العطاس أجمعين، وبسببها كان لقب "العطّاس"، وهو صيغة مبالغة من فعل العطس.  وبذلك جرت "كرامة العطس" لأحد أجدادنا قبل دخوله على الحياة الدنيا، بينما وقعت "كرامة الستر" لأحد أبنائه بعد خروجه منها.

وقد كان العارف علي الأتاسي شيخا فقيهاً مشتغلاً بالعلم والتدريس.  ومن أصدقائه في مدارسة العلم الشهاب أحمد بن محمد الأنطاكي[4] العالم الصالح الفقيه الذي تولى قضاء وفتوى حلب مدة من الزمن، وعلى يد الأنطاكي درس حفيد الشيخ علي، أحمد الأول الأتاسي، علوم الدين.  ومن تلامذة الأنطاكي أيضاً ابن الحنبلي صاحب التاريخ، والذي أسهب في ترجمة شيخه، فكان مما قال عن الأنطاكي:

"وله من التآليف "مناسك" حمله على تأليفه الشيخ الفاضل السالك العارف بالله تعالى علاء الدين علي ابن الأطاسي الحمصي، حين مر عليه بحمص متوجهاً إلى زيارة بيت المقدس في حدود سنة أربع وأربعين وتسع مئة (1536م)، وأخبرني أنه لما مر عليه أنزله في منزله، وصوّمه رمضان عنده، وسأله في كتابته، فامتنع، فأحضر له "الهداية"[5] وشروحها سبعة عليها، فلم يسعه إلا أن كتب ذلك، وجعل مبناه على عبارة "الهداية"، وأضاف إليها فوائد وأشياء، بها حصل تحريرها هذا."[6] 

وقد جاء ابن الحنبلي على ذكر العلاء الأتاسي مرة ثالثة حين ترجم لقاضي حماة الشيخ محمود ابن علي بن محمد بن مصطفى التركماني الحسيني الحموي الحنفي، فقال: "وتلمذ في العلم الظاهر للشيخ علي بن الأطاسي الحمصي الحنفي"، ثم عاد فذكر كرامة "الستر"[7].  وإن دل هذا على شيء إنما يدل على أن العارف الأتاسي كان مقصد طلاب العلم يأتونه من المدن الأخرى ليأخذوا عليه.

ومن الذين مروا على ذكر "الشيخ الفاضل المسلك العارف بالله تعالى علاء الدين الأطاسي"  العلامة نجم الدين الغزي في كتابه "الكواكب السائرة في أعيان المئة العاشرة"، وذلك في ترجمته لأحمد بن محمد بن حمادة الأنطاكي مفتي حلب وصاحب كتاب "المناسك" المذكور أعلاه، ثم في ترجمته لمحمود التركماني، المذكور أيضاً أعلاه، وقال أن المترجم أخذ العلم على العلاء الأطاسي[8]، والعلامة محمد راغب بن هاشم الطباخ في كتابه المشهور "إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء" ناقلاً ما قاله الحنبلي عن العلاء الأتاسي وحمله مفتي حلب على تأليف حاشية على "الهداية"، وذلك في ترجمته لذلك المفتي، أحمد بن محمود الأنطاكي، كذلك[9].  


ضريح العلامة علي الكبير الأتاسي في مسجد دحية الكلبي المعروف بمسجد آل الأطاسي